ويذكر قصة عن
إبراهيم بن أدهم أنه قال: قلت: اللهم إن كنت أعطيت أحداً من المحبين لك ما تسكن به قلوبهم قبل لقائك فأعطني ذلك؛ فقد أضر بي القلق . و
إبراهيم بن أدهم من خيارهم، ولبيان هذه القصة نقول: هناك طائفة هم
صوفية من أصلهم، ولا خير فيهم ولا نسبة لهم إلى الإسلام، كـ
جابر بن حيان و
عبدك وغيرهما، وهناك طائفة خلطت تصوفاً وإسلاماً، فـ
الصوفية ينسبونهم إليهم وأهل الإسلام ينسبونهم إليهم، وهناك طائفة محضة لم تخلط شيئاً من التصوف، لكن
الصوفية ينسبونهم إليهم، ومنهم
أبو بكر و
عمر و
عثمان و
علي و
سلمان و
أبو الدرداء ، فإذا رجعت إلى
حلية الأولياء تجد أن صاحب
الحلية جعلهم من المتصوفة، وهذا باطل. أما
إبراهيم بن أدهم فهو قد خلط، و
الصوفية ينسبون إليه أموراً كثيرة الله أعلم بصحتها، فالمهم أنهم نسبوا إليه أنه قال ذلك، ثم رأى الله في النوم فأوقفه بين يديه وقال: يا
إبراهيم! أما استحييت مني أن أعطيك ما يسكن به قلبك قبل لقائي؟! وهل سكن قلب المشتاق إلى غير حبيبه؟! أم هل يستريح المحب إلى غير من اشتاق إليه؟! قال: يا رب! بهت في حبك فما أدري ما أقول! وهذه دعوى المحبة التي لا ضابط لها.